إنسان النيندرتال
انقرض قبل 35 ألف عام
خريطة توضح توزيع إنسان النيندرتال في الزمن القديم
هذا النوع البشري يدعى النيندرتال نسبة إلى وادي النيندرتال في ألمانيا حيث أكتشف لأول مرة في القرن التاسع عشر . ومنذ البداية كان واضحا إختلافه عن الإنسان الحديث من حيث العظام السميكة وحاجبي العينيين البارزتين والجباه المائلة والأنوف الضخمة , والقصر النسبي .. والذقن المنحدرة , أما الساقيين فكانت مقوسة ما حال دون إستقامة مشيته فولدت بذلك صورة رجل الكهف الوحشي ...
وإذا كان الانسان الحديث والنيندرتال متشابهان ...
فأين هو الإختلاف ينهما ولماذا صنفا من قبل العلماء على أنهما نوعان مختلفان
من الناحية البنيوية والجسدية :
النوعان كانا متقاربان بطول القامة، إلا أن النياندرتال كان أقوى جسديا بكثير من الإنسان الحديث،وبالنسبة للعضلات فيمكن القول أنها توازي ضعف العضلات الإنسان الحديث أي أن بنيته الجسمانية كانت أشبه ببنية الرياضيين وبالمقابل كان الإنسان الحديث يتفوق على النياندرتال من ناحية الرشاقة والسرعة، فالنياندرتال كان يسير بصعوبة وبطء بسبب طبيعة تكوينه العظمي، وربما بدا للناظر كأنه يترنح من جهة إلى أخرى عند المشي، وكان بحاجة إلى طاقة أكبر عند الركض والقفز والمطاردة، وعليه فأن الإنسان الحديث كانت له اليد العليا في أي مواجهة محتملة بينهم ..
النيندرتال كان مميزا بلون شعره أيضا، هذا ما يقوله بعض العلماء الذين عثروا على جين يدعى (MC1R ) ضمن عينة من الحمض النووي مأخوذة عن عظام النياندرتال، وبحسب الباحثين فأن هذا الجين يضفي صبغة حمراء مميزة على الشعر، ومن المعروف بأن الشعر الأحمر هو لون قليل لدى الإنسان الحديث، لذا فأن النياندرتال كان مميزا حتماً بخصلات شعره الحمراء
إضافة لذلك فإن العلماء يعتقدون بأن الإنسان الحديث كان متفوقا أيضا من الناحية الاجتماعية، إذ كان يعيش في مجموعات أكبر وأكثر تنظيما من ناحية تقسيم المهام بين الرجال والنساء، كما كان متفوقا من ناحية تطوير اللغة والتواصل مع أبناء جنسه، بالرغم من أن الرأي العلمي الحديث يرى بأن النياندرتال ربما كان هو الأخر قادرا على الكلام والتفاهم اللغوي، ويذهب بعض العلماء إلى الاعتقاد بأن صناعة وتطوير الأدوات الحجرية وأساليب الصيد الجماعي ما كانت متاحة للنياندرتال لولا وجود نوع من اللغة المتبادلة بين أفراده. وقد عزز هذا الرأي عثور العلماء عام 1983 على العظم اللامي ضمن بقايا عظام النياندرتال، وهذا العظم وجوده ضروري من أجل النطق والكلام، علاوة على ذلك، عثر العلماء مؤخرا على جين يدعى (FOXP2 ) ضمن عينة من الحمض النووي مأخوذة عن عظام نياندرتال من شمال أسبانيا، هذه الجين موجود لدى الإنسان أيضا، ويعتقد العلماء بأنها مسئولة عن اللغة والكلام.
منذ اكتشافه في القرن التاسع عشر ظل العلماء يتساءلون عن سبب انقراض النياندرتال ووضع العلماء عدة نظريات وفرضيات أهمها :
نظرية الصراع مع الإنسان الحديث
النياندرتال كان متكيفا من الناحية الجسدية للعيش في المناطق الباردة ، وقد سكن النياندرتال مساحات شاسعة وكان سيدا مطلقا عليها لمئات الألوف من السنين
حتى وصل الانسان الجديد إلى أوروبا وشكل تحدياً لوجود النياندرتال وبدأ العد التنازلي لقدرته على البقاء ومنافسة الانسان الجديد. لااحد يعرف بالضبط كيف حدث هذا، ولكن المستحاثات التي عثر عليها في انحاء متفرقة من أوروبا تشير إلى ان الانسان الجديد وصل إلى أوروبا وعاصرا الانسان الاقدم لفترة تقترب من 30 الف سنة، وهي الفترة التي أصبح فيها انسان النيندرتال محشورا في منطقة شبه جزيرة ايبريا، حيث تقع حاليا اسبانيا والبرتغال
نظرية التغير المناخي
بحسب هذه النظرية فأن تبدل المناخ خلال العصر الجليدي الأخير قبل أكثر من خمسين ألف عام لعب دورا كبيرا في انقراض النياندرتال، فخلال تلك الحقبة القاسية تحولت أجزاء واسعة من أوربا إلى صحارى قطبية، وأدى ذلك بالتالي إلى انحسار الغابات والمساحات الخضراء التي كانت تشكل مراعي للحيوانات التي أعتاد النياندرتال صيدها، ومع تناقص أعداد تلك الحيوانات واختفاءها، راح النياندرتال يقاسي الجوع وصار الموت يلاحقه مما أجبر الجماعات القليلة الناجية على التراجع بالتدريج نحو السواحل الأكثر دفئا في جنوب أوروبا، خصوصا في شبه الجزيرة الأيبيرية، أي أسبانيا والبرتغال، والتي تعرف بالملاذ الأخير للنياندرتال.
نظرية الأمراض والأوبئة
كما عرفنا فأن النياندرتال والإنسان الحديث متشابهان ، وعليه فأن النياندرتال، شأنه شأن الإنسان الحديث، كان عرضة للإصابة بالأمراض والأوبئة القاتلة. ويرى بعض العلماء أن افتقاره للمناعة الطبيعية ضد أنواع معينة من الجراثيم والفيروسات التي حملها الإنسان الحديث معه إلى أوروبا جعلته صيدا سهلا للعديد من الأوبئة الفتاكة التي أضعفت وجوده وأدت إلى انقراضه في النهاية.
أخيرا ..
فأن كل ما قيل حول النياندرتال يبقى في حيز الفرضية والاحتمال، فالعلماء لا يملكون من المعلومات حول هذا المخلوق المنقرض سوى ما تقدمه عظامه وأحجار الصوان التي أستعملها في مطاردة الحيوانات والأعداء، و لقلة المعلومات يبقى موضوع النياندرتال من المواضيع الشائكة والمثيرة للجدل لكن خلاصة ما يمكن قوله أن النياندرتال لم يكن قردا ولا وحشا .. ولا كان من أسلاف البشر الحاليين ......
انقرض قبل 35 ألف عام
علماء الأحافير يعتقدون أن هناك أجناس بشرية ظهرت قبل الإنسان الحالي ولكنها إنقرضت ..قبل مئة ألف عام , مثلا كان هناك ( إنسان اريكتس ) الذي وجدت أثاره في اندونيسيا والصين و ( إنسان النيندرتال ) الذي عاش في اوروبا والشرق الاوسط والإنسان الحديث ( الهوموسبين ) الذي عاش في أفريقيا والشرق الاوسط وما زال موجودا حتى اليوم ..
ورغم أن معظم هذه الأجناس عاش لملايين السنين ألا أن أخرها أنقرض قبل 35 ألف عام ولم يبقى غير الإنسان الحديث ( الهوموسبين ) إنسان النيندرتال عاش مع الإنسان الحالي فترة مشتركة تقدر 30 ألف عام قبل أن يختفي النيندرتال منذ 35 ألف سنة هذا النوع البشري يدعى النيندرتال نسبة إلى وادي النيندرتال في ألمانيا حيث أكتشف لأول مرة في القرن التاسع عشر . ومنذ البداية كان واضحا إختلافه عن الإنسان الحديث من حيث العظام السميكة وحاجبي العينيين البارزتين والجباه المائلة والأنوف الضخمة , والقصر النسبي .. والذقن المنحدرة , أما الساقيين فكانت مقوسة ما حال دون إستقامة مشيته فولدت بذلك صورة رجل الكهف الوحشي ...
غير أن الدراسات المتلاحقة أثبتت أن النيندرتال كان إنسانا متحضرا ويتمتع بالصفات البشرية الكاملة فأدمغتهم مثلا تساوي أدمغتنا في الحجم بإختلاف بسيط وعظمة اللهاة تشير إلى قدرتهم على الكلام وفنونهم وطريقة دفنهم تشير إلى امتلاك اعتقادات وقدرات خاصة إذ أكتشف حوالي عشرين مقبرة للنيندرتال تضم أطفالاً ونساءاً ورجالاً
وإذا كان الانسان الحديث والنيندرتال متشابهان ...
فأين هو الإختلاف ينهما ولماذا صنفا من قبل العلماء على أنهما نوعان مختلفان
من الناحية البنيوية والجسدية :
النوعان كانا متقاربان بطول القامة، إلا أن النياندرتال كان أقوى جسديا بكثير من الإنسان الحديث،وبالنسبة للعضلات فيمكن القول أنها توازي ضعف العضلات الإنسان الحديث أي أن بنيته الجسمانية كانت أشبه ببنية الرياضيين وبالمقابل كان الإنسان الحديث يتفوق على النياندرتال من ناحية الرشاقة والسرعة، فالنياندرتال كان يسير بصعوبة وبطء بسبب طبيعة تكوينه العظمي، وربما بدا للناظر كأنه يترنح من جهة إلى أخرى عند المشي، وكان بحاجة إلى طاقة أكبر عند الركض والقفز والمطاردة، وعليه فأن الإنسان الحديث كانت له اليد العليا في أي مواجهة محتملة بينهم ..
النيندرتال كان مميزا بلون شعره أيضا، هذا ما يقوله بعض العلماء الذين عثروا على جين يدعى (MC1R ) ضمن عينة من الحمض النووي مأخوذة عن عظام النياندرتال، وبحسب الباحثين فأن هذا الجين يضفي صبغة حمراء مميزة على الشعر، ومن المعروف بأن الشعر الأحمر هو لون قليل لدى الإنسان الحديث، لذا فأن النياندرتال كان مميزا حتماً بخصلات شعره الحمراء
إضافة لذلك فإن العلماء يعتقدون بأن الإنسان الحديث كان متفوقا أيضا من الناحية الاجتماعية، إذ كان يعيش في مجموعات أكبر وأكثر تنظيما من ناحية تقسيم المهام بين الرجال والنساء، كما كان متفوقا من ناحية تطوير اللغة والتواصل مع أبناء جنسه، بالرغم من أن الرأي العلمي الحديث يرى بأن النياندرتال ربما كان هو الأخر قادرا على الكلام والتفاهم اللغوي، ويذهب بعض العلماء إلى الاعتقاد بأن صناعة وتطوير الأدوات الحجرية وأساليب الصيد الجماعي ما كانت متاحة للنياندرتال لولا وجود نوع من اللغة المتبادلة بين أفراده. وقد عزز هذا الرأي عثور العلماء عام 1983 على العظم اللامي ضمن بقايا عظام النياندرتال، وهذا العظم وجوده ضروري من أجل النطق والكلام، علاوة على ذلك، عثر العلماء مؤخرا على جين يدعى (FOXP2 ) ضمن عينة من الحمض النووي مأخوذة عن عظام نياندرتال من شمال أسبانيا، هذه الجين موجود لدى الإنسان أيضا، ويعتقد العلماء بأنها مسئولة عن اللغة والكلام.
لماذا أنقرض النيندرتال
منذ اكتشافه في القرن التاسع عشر ظل العلماء يتساءلون عن سبب انقراض النياندرتال ووضع العلماء عدة نظريات وفرضيات أهمها :
نظرية الصراع مع الإنسان الحديث
النياندرتال كان متكيفا من الناحية الجسدية للعيش في المناطق الباردة ، وقد سكن النياندرتال مساحات شاسعة وكان سيدا مطلقا عليها لمئات الألوف من السنين
حتى وصل الانسان الجديد إلى أوروبا وشكل تحدياً لوجود النياندرتال وبدأ العد التنازلي لقدرته على البقاء ومنافسة الانسان الجديد. لااحد يعرف بالضبط كيف حدث هذا، ولكن المستحاثات التي عثر عليها في انحاء متفرقة من أوروبا تشير إلى ان الانسان الجديد وصل إلى أوروبا وعاصرا الانسان الاقدم لفترة تقترب من 30 الف سنة، وهي الفترة التي أصبح فيها انسان النيندرتال محشورا في منطقة شبه جزيرة ايبريا، حيث تقع حاليا اسبانيا والبرتغال
نظرية التغير المناخي
بحسب هذه النظرية فأن تبدل المناخ خلال العصر الجليدي الأخير قبل أكثر من خمسين ألف عام لعب دورا كبيرا في انقراض النياندرتال، فخلال تلك الحقبة القاسية تحولت أجزاء واسعة من أوربا إلى صحارى قطبية، وأدى ذلك بالتالي إلى انحسار الغابات والمساحات الخضراء التي كانت تشكل مراعي للحيوانات التي أعتاد النياندرتال صيدها، ومع تناقص أعداد تلك الحيوانات واختفاءها، راح النياندرتال يقاسي الجوع وصار الموت يلاحقه مما أجبر الجماعات القليلة الناجية على التراجع بالتدريج نحو السواحل الأكثر دفئا في جنوب أوروبا، خصوصا في شبه الجزيرة الأيبيرية، أي أسبانيا والبرتغال، والتي تعرف بالملاذ الأخير للنياندرتال.
نظرية الأمراض والأوبئة
كما عرفنا فأن النياندرتال والإنسان الحديث متشابهان ، وعليه فأن النياندرتال، شأنه شأن الإنسان الحديث، كان عرضة للإصابة بالأمراض والأوبئة القاتلة. ويرى بعض العلماء أن افتقاره للمناعة الطبيعية ضد أنواع معينة من الجراثيم والفيروسات التي حملها الإنسان الحديث معه إلى أوروبا جعلته صيدا سهلا للعديد من الأوبئة الفتاكة التي أضعفت وجوده وأدت إلى انقراضه في النهاية.
أخيرا ..
فأن كل ما قيل حول النياندرتال يبقى في حيز الفرضية والاحتمال، فالعلماء لا يملكون من المعلومات حول هذا المخلوق المنقرض سوى ما تقدمه عظامه وأحجار الصوان التي أستعملها في مطاردة الحيوانات والأعداء، و لقلة المعلومات يبقى موضوع النياندرتال من المواضيع الشائكة والمثيرة للجدل لكن خلاصة ما يمكن قوله أن النياندرتال لم يكن قردا ولا وحشا .. ولا كان من أسلاف البشر الحاليين ......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق