الخميس، 20 ديسمبر 2012


                                              
                                نشأة الكون


في حياتنا اليومية الزمن عنصر ثابت ولكن قبل ولادة الكون الزمن لم يكن موجوداً .
فمنذ حوالي 13,75 مليار سنة لم يكن هناك شيئ على الأطلاق لا مادة ولا زمان ولا مكان , ولقد تعددت النظريات والتصورات لتفسير نشأة الكون إلى أن تحدث عالم الفلك الأمريكي من أصل روسي ( جورج غاموف ) عام 1948 عن الأنفجار الكبير
(Big Bang ) مما مهد الطريق لكل من العالمين ( أرنو نبزياس ) و (روبرت ويلسون ) سنة 1964 عندما تمكنا من ألتقط موجات راديو منبعثة من جميع أرجاء الكون ولها نفس الخصائص الفيزيائية , ولا تتغير بتغير الاتجاه أو الزمن , وأكتشفوا أنها من بقايا الأنفجار الكبير .






وقد نال بنزياس وويلسون جائزة نوبل في الفيزياء على هذا الأكتشاف
وفي سنة 1989 أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا (NASA) قمرها الأصطناعي   
(cope explorer) والذي قام بعد ثلاث سنوات بإرسال معلومات دقيقة إلى الأرض تؤكد نظرية الأنفجار الكبير وسمي هذا الأكتشاف بإكتشاف القرن العشرين ....
                                     
                                          
                                        فما هو الأنفجار الكبير




إن الكون ومنذ حوالي 13,75 مليار سنة تقريباً كان كتلة هائلة شديدة الحرارة بحجم صغير جداً يبلغ قطرها أصغر من جزء من الألف من السنتيمتر , وكانت قوة الجذب بين أجزائها قوية جداً حيث وصل في لحظة ما إلى عدم أمكانية تحمل قوة الجاذبية ثم أنفجرت بشكل عشوائي عجيب إذ مرت بمراحل متعددة وكلها في أجزاء لا تذكر من الثانية , فعندما قارب زمن تكوينه جزءاً من المليون من الثانية كان الكون مليئ بالطاقة ولشدة كثافتها تحولت تلقائياً إلى كتل من المادة وإلى منافستها الرئيسية المادة المضادة , وتبع ذلك حرب طاحنة جسيمات دون الذرية تدمر بعضها البعض , وفي نهاية المعركة أنتصرت المادة ولم يعد الكون فارغاً , وقد نشأ عن هذا التدمير أقوى إطلاق للطاقة في الوجود فكلما أبيد جسيم من المادة المضادة تتحول الطاقة إلى أشعاع وهذا الأشعاع موجود في كل مكان حولنا وما التشويش الملتقط على شاشات التلفاز غير الموالف ما هي إلا أشارة للطاقة المتبقية من اللحظات الأولى لنشأة الكون .
وعلى مدى الدقائق الثلاث التالية للأنفجار تكونت المواد التي نعرفها اليوم الهيدروجين والهيليوم فا الذرات التي نشأة منذ حوالي 13,75 مليار سنة مازالت معنا اليوم .

والجدير بالذكر أن هذا الكون لايزال في حالة توسع دائم وبسرعة تقترب من سرعة الضوء , والوصول إلى هذه النظرية تم كما يقول الفيزيائيين من خلال الضوء المنبعث من المجرات والنجوم وتحليل هذا الضوء إلى الطيف الضوئي المتدرج من الأحمر إلى الأزرق , وبما أن اللون هو الذي يحدد بعد الأشياء عنا , (إذا كان اللون أزرقاً فإنه يعني أن المجرات والنجوم تقترب منا وإذا كان اللون احمر فإن المجرات والنجوم تتباعد عنا )  وبعد الرصد وجدوا أن الأجسام الكونية تميل إلى اللون الأحمر وهذا يعني أنها في حالة تباعد عنا . وإذا تمكنا من حساب سرعة التمدد يمكننا التنبؤ بالزمن الذي أحتاجه الكون حتى وصل إلى الحجم الراهن وبالتالي يمكننا تقدير عمر الكون وهو 13,75 مليار سنة ...                                                                                ويبقى السؤال                                               أين يتوسع هذا الكون وهل يصل في توسعه حالة قصوى يتوقف فيها عن التوسع حيث تبدأ الجاذبية تزداد بين أجزاءه وتبدأ الثقوب السوداء بالتضخم المخيف فتبتلع مجرات بكاملها حتى يعود الكون كما بدأ مرة أخرى وهوما يسمى الأنسحاق الكبير ..


ينقسم علماء الفلك إلى فريقين الأول يرى أن الكون سيصل في  توسعه إلى حالة قصوى يتوقف فيها عن التوسع  , وفريق أخر يرى أن الكون سيتوسع للأبد ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق