الأربعاء، 4 يوليو 2012

الثقوب السوداء



إنها أكثر قوة مدمرة في هذا الكون
كثيراَ ما سمعنا عنها وعن طبيعتها الغريبة فيها تنهار القوانين الفيزيائية المعروفة , هو مكان ينهار فيه الزمان والمكان , مكان شدة جذبه رهيبة يجذب كل شيء يقترب منه حتى الضوء لا يفلت من جاذبيتها إنها الثقوب السوداء .

                         فما هي الثقوب السوداء ؟


هي جسم كتلته ضخمة هائلة وقوة جذبه عظيمة جداً لا يمكن تخيلها , تكون المادة فيه من أغرب الحالات حيث تنضغط المادة أنضغاطا شديداً وتتحد البروتونات والألكترونات وتصطف الذرات في نظام غريب ليس بجوار بعض وإنما داخل بعضها ..
كلنا نعلم أن النجوم تمر بمرحلة الولادة ثم تكبر وتتطور ثم تأتي مرحلة الموت والثقب الأسود يمثل المرحلة الأخيرة للكواكب ذات الأحجام الضخمة جداً أي بما يفوق حجم الشمس بعشرات الأضعاف ولا يمكن رؤية هذه الأجسام أبداً لأختفائها التام وهذا سبب تسميتها الثقوب السوداء وهي تسير بسرعات كبيرة جداً تبلغ ألاف الكيلومترات في الثانية  تجذب وتبتلع كل ما تجده في طريقها .
وللتغلب على قوة الجذب وعدم السقوط داخل الثقب فإن الجسم يحتاج لسرعة كبيرة جدا تفوق سرعة الضوء للأنفلات منه , وليس هناك أي جسم يحمل هذه السرعة , لذا فإن كل ما يقترب من الثقب بما في ذلك الضوء فإنه يتعرض لقوة جذب عظيمة تسقطه في داخله
في عام 1967وضع الأمريكي جون ويلر مصطلح الثقب الأسود للنجم المنهار على بعضه والمجتمع في نقطة صغيرة .ولكن تسمية الثقوب السوداء غير دقيقة فكلمة ثقب تعني فراغ وعلى العكس تماما هذه النجوم ذات أوزان ثقيلة جداً وكلمة أسود أيضاً غير صحيحة علميا فهذه النجوم لا لون لها لأنها لا تصدر أو تعكس أي أشعة ضوئية ..
في مركز كل مجرة يوجد ثقب أسود يبتلع كل الغازات والنجوم حوله فالمجرات الكبيرة لها ثقب أسود كبير والمجرات الصغيرة لها ثقب أسود صغير ..
                    كيف تتكون الثقوب السوداء 
              
النجوم عامة تتزن تحت تأثير قوتان وهما :                     
1- قوة الجاذبية الناتجة عن كتلة النجم وأتجاهها إلى داخل النجم أي نحو المركز
2- القوة الناتجة عن ضغط الغازات وأتجاهها نحو الخارج
عند أنفجار النجم تزداد قوى الجاذبية على القوة الناتجة عن ضغط الغاز فبدلا من أن تنتشر أشلاء النجم الى الخارج تنجذب مكوناته نحو المركز وينسحق النجم على نفسه وتتقارب الذرات والجسيمات ويتلاشى الفراغ بينهما , بلايين البلايين من الأطنان تتجمع في نقطة صغيرة وهي مركزالثقب هذه النقطة الصغيرة غريبة تحتوي على لغز عميق أحتار في تفسيره العلماء هو نقطة مخيفة مجرد تخيلها حقيقة أغرب من الخيال فيها تصبح حالة جديدة للمادة لانعرفها ليست حالة صلبة أو سائلة أو غازية أو حتى بلازما
لو أفترضنا جدلا أن الكرة الأرضية يمكن أن تتحول إلى ثقب أسود فإن ذلك يستدعي تحولها إلى كرة بحجم كرة البيسبول وكتلتها نفس كتلة الأرض الحالية بمعنى أنضغاط مادتها لجعلها بلا فراغات بين ذراتها مما يجعلها صغيرة بالحجم ووزنها الهائل يبقى على ما هو عليه .
يقدر العلماء إنه في مجرتنا درب التبانة يتكون ثقب أسود كل ألف سنة وهذا معناه أن هناك العديد منها داخل مجرتنا لأنه أذا تكون ثقب أسود فانه لا يموت .
إن مجرتنا درب التبانة مليئة بالثقوب السوداء ولكن لحسن الحظ أن مجموعتنا الشمسية في الناحية الهادئة منها .


ولكن ماذا يحدث إذا إقترب ثقب أسود من مجموعتنا الشمسية عندها سنجد المذنبات والكويكبات تتحرك نحوه بسرعات هائلة ومذهلة وتصطدم بالأرض
سوف يبتلع شمسنا في ثواني ويبدأ في إبتلاع كواكب المجموعة الشمسية الواحد تلو الأخر ولتقريب الفكرة سنفرض أن شخص قرر أن يهب نفسه للعلم ويقوم برحلة للتعرف على هذا الثقب ونحن نراقبه من بعيد ونسجل ما سيحدث
الغريب أن هذا الشخص سوف يرى مؤخرة رأسه وهذا ما يسمى بحلقة أينشتاين حيث أن الجاذبية المهولة للثقب الاسود تجعل الضوء ينحرف ليسقط في النهاية على عينيه فيرى مؤخرة راسه وكلما أقترب هذا الشخص من مركز الثقب سوف يجد أن الزمن يبدأ في التباطئ والإنكماش تدريجيا حتى يتوقف الزمن تماما وهذا الشخص يندفع نحو المركز بسرعة هائلة ويسحبه الثقب بقوة ويكون فعل الجاذبية على قدميه أكبر منها على رأسه فيتمدد جسمه ويتمزق وتسحقه قوة الجاذبية ثم ينكمش حجمه إلى حد لا يتخيله العقل ولا يمكن رؤيته بأقوى الميكروسكوبات الحديثة ونحن نلاحظ من بعيد أن حركته تتباطئ تدريجيا حتى يسكن تماما ولا يتحرك لأن الزمن توقف عنده تماما فنحن نراه ساكنا لا يتحرك بينما هو في الحقيقة قد التهمه الثقب الأسود ومزق جسمه في طرفة عين أو أقل

هل جميع النجوم يمكنها التحول الى ثقب أسود

النجوم التي تتميز بكبر كتلتها والتي تساوي على الأقل 20 ضعف كتلة الشمس هي فقط التي يمكنها التحول إلى ثقب أسود عند موتها فالشمس مثلا لا يمكنها التحول إلى ثقب أسود نظرا لصغر كتلتها

العلم أختصر حقيقة هذه الثقوب بثلاث حقائق وهي
1- هذه الأجسام لا ترى
2- جاذبيتها فائقة تعمل تجذب كل شيء

3- تسير وتتحرك بإستمرار


                               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق