مدينة تحت الأرض
ديرنكوير
حتى وقت قريب من القرن العشرين لم يكن أسم كابادوكيا معروفا لمعظم الناس ..
أًما اليوم فهذا الجزء من تركيا أصبح معروفاً في شتى أنحاء العالم بعد اكتشاف مدينة ديرنكوير
إنها بلا شك من عجائب الدنيا وواحدة من أعظم المواقع الأثرية في العالم , وقد شبهها العديد من علماء الأثار بأنها مدينة غاية في التعقيد يضاهي تعقيدها وإتقانها تعقيد وإتقان الأهرامات الفرعونية .. إنها مدينة ديرنكوير وهي مدينة أثرية عملاقة تحت الأرض في تركيا عثر عليها بالصدفة في عام 1963 أثناء أعمال التجديد لأحد المنازل في مقاطعة ديرنكوير في وسط تركيا عندما تم العثور على بوابة وتم فتحها لتقود إلى هذا الإكتشاف لهذه المدينة العملاقة والمهجورة تحت الأرض , لتثير الحيرة في ضخامتها ووجودها بهذه الطريقة مما دعا السكان المحليين لأطلاق إسم مدينة الجن عليها , إعتقادا منهم بأن الجن هم من بنوها في بادئ الأمر ...
صورة لأحد مداخل المدينة
تتكون جغرافيا منطقة ديرنكوير من صخور بركانية لينة ذات صلابة متوسطة , لعل هذا من أهم الأسباب التي شجعت من بنى هذه المدينة الغريبة تحت الارض على إختيار هذا المكان بالتحديد لحفرها وبناءها وقد شكلت عوامل التعرية أشكالاً غريبة في صخورها ومعالمها التضاريسية على السطح ...
تتكون هذه المدينة الأثرية العملاقة من 13 طابقاً مكتشفاً حتى الأن وهو عمق يصل إلى 85 متراً وهي كبيرة جداً لدرجة أنها تتسع لما بين 35 إلى 50 ألف شخص ليس هذا فقط إذ تحتوي هذه المدينة على كل ما يلزم من وسائل الراحة من معاصر للزيتون والنبيذ وإسطبلات وأقبية وغرف للتخزين وحجرات للطعام , والمميز هنا هو وجود معبد واسع في الدور الثاني من المدينة الارضية .
ولتأمين التهوية اللازمة للحياة يمتد عمود تهوية يبلغ طوله ما يقارب 55 متراً والذي يستخدم أيضا كبئر للماء لتزويد كل من القرية الواقعة على سطح الأرض وأيضا المدينة الواقعة تحت سطح الأرض بالمياه , بالإضافة إلى ما يزيد عن 15 ألف فتحة تهوية صغيرة موزعة في أنحاء المدينة ... وقد فتحت مدينة ديرنكوير للسياح في عام 1969 , أي بعد 6 سنوات من إكتشافها .
يتم الدخول إلى هذه المدينة المعقدة عبر عدة بوابات حجرية ثقيلة
هندسة وبناء المدينة
إن هندسة مدينة ديرنكوير صعبة ودقيقة ومدهشة فهي مبنية داخل صخور بركانية لينة
والتي تتطلب بناء أعمدة أساس تتحمل طبقات الأرض حيث تم التعامل مع تلك الصخور بعناية فائقة
تقسيم احد الطبقات في المدينة
ويقول المهندسون أن بناءها كان بمثابة تحدي كبير لأي حضارة ومن الغريب عدم وجود أدلة على وقوع كوارث إنسدادية مما يشكك بطبيعة التكنولوجيا المتقدمة التي كانت تمتلكها المدينة وأصل سكان هذه المدينة والتي جعلت العلماء يتساءلون من طبيعتهم البشرية أو إذا ما تم الإستعانة بحضارات أخرى ؟
ويقول المهندسون في العصر الحديث أن مشروع ديرنكوير يعتبر مهمة صعبة وشبه مستحيلة حتى لو ستخدمت في كيفية بناءها آلات ومعدات العصر الحديث ..
ظهرت الكثير من الفرضيات لحل لغز هذه المدينة الغامضة , وبالنسبة لعدد من علماء الأثار أن ديرنكوير بنيت ملجئ مؤقت من غزو ما , حيث لم يستطيع أي باحث إيجاد الحقيقة الكاملة حول هذه المدينة ..
هناك بعض النظريات تقول أن ديرنكويرأستخدمت في أحد الفترات التاريخية كملجأ مسيحي ضخم بدليل أن بعض الغرف كانت تمثل كنائس صغيرة للعبادة ومدارس تبشيرية , حيث يقول أصحاب هذا الرأي إن أقليم كابادوكيا يحتوي على العديد من المدن تحت الأرض واستخدمت أغلبها في العهود المسيحية المبكرة كأماكن للأختباء قبل تحول المسيحية إلى ديانة مقبولة ..
فرضية الزرادشتية والأنهيار الجليدي
يعتقد الباحثين أن حضارة كابادوشيا في تركيا كانت أمتداد وجزء من الحضارة الزرادشتية الفارسية والتي يعتقد أنها من أقدم الديانات على وجهه الأرض .
حيث ذكر في الجزء الثاني من كتاب الأفيستا وهو احد اهم المراجع الزرادشتية أن مستوطنة لاجئين تحت الأرض بنيت في عهد الإمبراطور جمشيد . لذا يعتقد الكثير من المؤرخين أن هذه المدينة وسعت وتضخمت في أثناء الحكم الفارسي للمنطقة , حيث أن بعض القطع الأثرية المكتشفة في المكان تعود للفترة البيزنطية المتوسطة والتي يعود تاريخها لما بين القرنين الخامس والعاشر قبل الميلاد . حيث يجمع العلماء أن هذه المستوطنة كانت ملجئ الهاربين لكن السبب الأكيد ومن ومتى ؟ تبقى الأجابات عبارة عن توقعات
فرضية أخرى يعتقد فيها علماء المناخ أن من الممكن أن تكون مدينة ديرنكوير كملجأ لكارثة العصر الجليدي المدمر حيث أن أخر عصر جليدي حدث قبل 18 ألف سنة وأنتهى 10 ألف سنة قبل الميلاد وهذا التاريخ تقريبا كعمر ديرنكوير
وأخيرا .. ديرنكوير هي أحدى غرائب عالمنا المليء بالأسرار وهي لغز غامض يضاف إلى سلسلة من الأسرار والغموض الذي يلف أماكن كثيرة حول العالم , وهي تمثل تحديا قويا لقدرتنا على البحث والمعرفة . لماذا بنيت ديرنكوير , ومن هم الذين قاموا ببنائها , وما الغرض منها ؟ لا أحد يعرف حتى الأن ...
ديرنكوير
أًما اليوم فهذا الجزء من تركيا أصبح معروفاً في شتى أنحاء العالم بعد اكتشاف مدينة ديرنكوير
إنها بلا شك من عجائب الدنيا وواحدة من أعظم المواقع الأثرية في العالم , وقد شبهها العديد من علماء الأثار بأنها مدينة غاية في التعقيد يضاهي تعقيدها وإتقانها تعقيد وإتقان الأهرامات الفرعونية .. إنها مدينة ديرنكوير وهي مدينة أثرية عملاقة تحت الأرض في تركيا عثر عليها بالصدفة في عام 1963 أثناء أعمال التجديد لأحد المنازل في مقاطعة ديرنكوير في وسط تركيا عندما تم العثور على بوابة وتم فتحها لتقود إلى هذا الإكتشاف لهذه المدينة العملاقة والمهجورة تحت الأرض , لتثير الحيرة في ضخامتها ووجودها بهذه الطريقة مما دعا السكان المحليين لأطلاق إسم مدينة الجن عليها , إعتقادا منهم بأن الجن هم من بنوها في بادئ الأمر ...
صورة لأحد مداخل المدينة
تتكون جغرافيا منطقة ديرنكوير من صخور بركانية لينة ذات صلابة متوسطة , لعل هذا من أهم الأسباب التي شجعت من بنى هذه المدينة الغريبة تحت الارض على إختيار هذا المكان بالتحديد لحفرها وبناءها وقد شكلت عوامل التعرية أشكالاً غريبة في صخورها ومعالمها التضاريسية على السطح ...
تتكون هذه المدينة الأثرية العملاقة من 13 طابقاً مكتشفاً حتى الأن وهو عمق يصل إلى 85 متراً وهي كبيرة جداً لدرجة أنها تتسع لما بين 35 إلى 50 ألف شخص ليس هذا فقط إذ تحتوي هذه المدينة على كل ما يلزم من وسائل الراحة من معاصر للزيتون والنبيذ وإسطبلات وأقبية وغرف للتخزين وحجرات للطعام , والمميز هنا هو وجود معبد واسع في الدور الثاني من المدينة الارضية .
ولتأمين التهوية اللازمة للحياة يمتد عمود تهوية يبلغ طوله ما يقارب 55 متراً والذي يستخدم أيضا كبئر للماء لتزويد كل من القرية الواقعة على سطح الأرض وأيضا المدينة الواقعة تحت سطح الأرض بالمياه , بالإضافة إلى ما يزيد عن 15 ألف فتحة تهوية صغيرة موزعة في أنحاء المدينة ... وقد فتحت مدينة ديرنكوير للسياح في عام 1969 , أي بعد 6 سنوات من إكتشافها .
يتم الدخول إلى هذه المدينة المعقدة عبر عدة بوابات حجرية ثقيلة
باب حجري يزن بين 200 و500 كلغ وفيه فتحه لفتحه وأغلاقه
وهذا ما يجعلنا نتسائل لماذا أراد الناس في ذلك الوقت مغادرة منازلهم والذهاب للعيش تحت الأرض ! مع أبواب تزن من 200 إلى 500 كلجم تغلق من الداخل فقط وليس من الخارج في طريقة ميكانيكية مبتكرة تجعل فتحها وإقفالها مهمة سهلة وممكنة لشخص واحد فقط وهي بواسطة دعامة خشبية في الثقب الموجود في وسط البوابة , مما يثبت للعلماء أن من كان يعيش في هذه المدينة كان مختبئ من شيء ما
هندسة وبناء المدينة
إن هندسة مدينة ديرنكوير صعبة ودقيقة ومدهشة فهي مبنية داخل صخور بركانية لينة
والتي تتطلب بناء أعمدة أساس تتحمل طبقات الأرض حيث تم التعامل مع تلك الصخور بعناية فائقة
تقسيم احد الطبقات في المدينة
ويقول المهندسون أن بناءها كان بمثابة تحدي كبير لأي حضارة ومن الغريب عدم وجود أدلة على وقوع كوارث إنسدادية مما يشكك بطبيعة التكنولوجيا المتقدمة التي كانت تمتلكها المدينة وأصل سكان هذه المدينة والتي جعلت العلماء يتساءلون من طبيعتهم البشرية أو إذا ما تم الإستعانة بحضارات أخرى ؟
ويقول المهندسون في العصر الحديث أن مشروع ديرنكوير يعتبر مهمة صعبة وشبه مستحيلة حتى لو ستخدمت في كيفية بناءها آلات ومعدات العصر الحديث ..
ظهرت الكثير من الفرضيات لحل لغز هذه المدينة الغامضة , وبالنسبة لعدد من علماء الأثار أن ديرنكوير بنيت ملجئ مؤقت من غزو ما , حيث لم يستطيع أي باحث إيجاد الحقيقة الكاملة حول هذه المدينة ..
هناك بعض النظريات تقول أن ديرنكويرأستخدمت في أحد الفترات التاريخية كملجأ مسيحي ضخم بدليل أن بعض الغرف كانت تمثل كنائس صغيرة للعبادة ومدارس تبشيرية , حيث يقول أصحاب هذا الرأي إن أقليم كابادوكيا يحتوي على العديد من المدن تحت الأرض واستخدمت أغلبها في العهود المسيحية المبكرة كأماكن للأختباء قبل تحول المسيحية إلى ديانة مقبولة ..
فرضية الزرادشتية والأنهيار الجليدي
يعتقد الباحثين أن حضارة كابادوشيا في تركيا كانت أمتداد وجزء من الحضارة الزرادشتية الفارسية والتي يعتقد أنها من أقدم الديانات على وجهه الأرض .
حيث ذكر في الجزء الثاني من كتاب الأفيستا وهو احد اهم المراجع الزرادشتية أن مستوطنة لاجئين تحت الأرض بنيت في عهد الإمبراطور جمشيد . لذا يعتقد الكثير من المؤرخين أن هذه المدينة وسعت وتضخمت في أثناء الحكم الفارسي للمنطقة , حيث أن بعض القطع الأثرية المكتشفة في المكان تعود للفترة البيزنطية المتوسطة والتي يعود تاريخها لما بين القرنين الخامس والعاشر قبل الميلاد . حيث يجمع العلماء أن هذه المستوطنة كانت ملجئ الهاربين لكن السبب الأكيد ومن ومتى ؟ تبقى الأجابات عبارة عن توقعات
فرضية أخرى يعتقد فيها علماء المناخ أن من الممكن أن تكون مدينة ديرنكوير كملجأ لكارثة العصر الجليدي المدمر حيث أن أخر عصر جليدي حدث قبل 18 ألف سنة وأنتهى 10 ألف سنة قبل الميلاد وهذا التاريخ تقريبا كعمر ديرنكوير
وأخيرا .. ديرنكوير هي أحدى غرائب عالمنا المليء بالأسرار وهي لغز غامض يضاف إلى سلسلة من الأسرار والغموض الذي يلف أماكن كثيرة حول العالم , وهي تمثل تحديا قويا لقدرتنا على البحث والمعرفة . لماذا بنيت ديرنكوير , ومن هم الذين قاموا ببنائها , وما الغرض منها ؟ لا أحد يعرف حتى الأن ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق